هل يثور الذكاء الاصطناعي على البشر يوما ما؟

هل يثور الذكاء الاصطناعي على البشر يوما ما؟

ربما قد شاهدت مسلسل West World، والذي هو عبارة عن عالم كامل من صنع البشر، صنعوا فيه بشر مثلنا تماما خلال الذكاء الاصطناعي بهدف السياحة والترفيه. تدور الفكرة الرئيسية للمسلسل في محاولة فهم الانسان المحاكي للذكاء الاصطناعي نفسه ومشاعره وذاكرته، وتطرح فكرة محاولة الذكاء الاصطناعي الحالي لفهم نفسه.

ورما قد مررت بفيلم Space odyssey :2001 للمخرج ستانلي كوبريك، والذي يطرح افكار تخص مفهوم البشر عن ذاتهم ومن ضمن تلك المفاهيم هي ثورة الذكاء الاصطناعي على البشر بعد وصوله لمرحلة من فهم نفسه والكون المحيط به.

ليست هذه الأعمال الأولى من نوعها، فطالما تسائلنا، هل يوما ما سيثور الذكاء الاصطناعي علينا؟

هل وصلنا لمرحلة متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي؟

في الوقت الحالي، توغل الذكاء الاصطناعي في معظم تطبيقات حياتنا، فاذا نظرت لهاتفك الخلوي، ستجده يعرف موعد نومك لتصبح الشاشة ملونة بالاسود والابيض. وربما قد تنظر لبعض التطبيقات كانستجرام وفيسبوك وترشحاتها للمنتجات لتجدها دقيقة في اختيارها منتجاتك التي تحتاجها. هذه بشكل عام التطبيقات الملحوظة ولكن على مستوى اعمق، فالذكاء الاصطناعي متوغل في كل ماهو تقني. ومع ذلك، هل وصل لهذه الدرجة من التعقيد؟

الاجابة هي لا، على رغم ان البشرية تشهد تقدم غير مسبوق في الوقت الحالي من الثورة التقنية ، الا ان التطبيقات الحالية هي مجرد سطور من الكود، يستطيع السيطرة عليها بأوامر بسيطة.

مدى تعقيد الروبوتات في الوقت الحالي

ربما قد لاحظت بعض الروبوتات المتخذة شكل انسان في الوقت الحالي، كالروبوت Sophia وايضا الممرضة الالية شمس، المصنوعة بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس. قد تتأمل في هذه الروبوتات، فهم على مستوى عالي من التعقيد والذكاء، ولكن من الجانب التقني، فهم بعداء كل البعد عن الروبوتات سبق تأليفها في الاعمال الفنية المعنية بثورة الروبوتات على البشر.

الروبوتات الحالية مثل تطبيق Siri لا تستطيع تنفيذ سوى بعض المهام المحددة جدا، بمجرد خروج هذه الروبوتات من نطاق وظيفتها، تصبح غير قادرة على التصرف كالانسان. اما الروبوتات التي سبق تجسيدها في الاعمال الفنية، فهي روبوتات تستطيع العيش بمفردها دون الاحتياج الى انسان او مصدر طاقة.

بمجرد فصل الكهرباء عن الروبوتات الحالية، فهي غير قابلة للعمل، وبعيدة كل البعد عن التسبب في اي ضرر، هي وعلى الرغم من مدى تقدمها، الا انها روبوتات بدائية جدا لكونها قادرة على عمل ثورة او حتى التفكير في الثورة من الاساس. هي وعلى الرغم من كل التقدم، لازالت غير قادرة على فهم العالم المحيط بها بشكل غير مادي. فالعالم بالنسبة لتلك الروبوتات لا يستطيع الخروج عن نطاق ال 0 و ال 1.

هل قد نرى ثورة للذكاء الاصطناعي في المستقبل؟

 كما ذكرنا من قبل، في الوقت الحالي الروبوتات ليست بتلك المرحلة بالتعقيد، ولكن يتوقع العلماء انه مع الوقت ومع وجود الحاسوبات الكمية، سيصبح الذكاء الاصطناعي اكثر تعقيدا وسيصبح قادرا على معالجة البشر بدل من الاطباء، سيصبح قادرا على الاكتشاف والاختراع بدلا من العلماء والمهندسين. ولكن كل ذلك يستطيع البشر السيطرة عليه بسهولة.

عندما نذكر ثورة ذكاء اصطناعي، اول ما يجب ان يخطر بأذهاننا هو الوعي، هذه الروبوتات ليست لديها اي قدرة على الوعي، ليست لديها اي قدرة على التمييز، وليست لديها اي قدرة على الذكاء. ومصطلح الذكاء هنا لا يعنى به الذكاء البشري كالجمع والطرح. ولكن القدرة على التمييز كما عرف افلاطون والفلاسفة الاغريق الذكاء من قبل. فالذكاء هو القدرة على التمييز. التمييز بين ما هو مضحك وبين ما هو حزين، التمييز بين ما هو قبيح وبين ما هو جميل. التمييز بين ما هو انسان وما هو غير بشري من الاساس. ربما اذا تعلمت الروبوتات هذا النوع من الذكاء، واصبحت -بشكل ما – قادرة على محاكاة تفكير البشر، وقادرة على على فهم نفسها وطريقة عملها، ربما حينها سنقلق من ثورة على البشر وتدميرهم. لكن حتى يحين الوقت، فلا يوجد اي مصدر للقلق.

يمكنك الاطلاع عن مصادر تعلم الذكاء الاصطناعي اذا كنت مهتما من هنا. 

اشترك فى القائمة البريدية

عن الكاتب

شارك على وسائل التواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × واحد =