ماهو الويب الدلالى Semantic Web ؟

 ما المقصود بالويب الدلالى(semantic web) ؟

هو احد التقنيات الحديثة في مجال تكنولوجيا الويب والمستحدثة في مجال تكنولوجيا التعليم، حيث تعتمد هذه التكنولوجيا على الذكاء الاصطناعي في عمليات التصنيف والبحث وإدارة مواقع الويب، والتي تحول صفحات ومواقع الويب من مجرد مجموعة صفحات ثابتة الى صفحات ديناميكية تعتمد على اجتماعية المعلومات إلى قواعد بيانات تقوم بفهرسة ما يتم وضعه فيها من بيانات والتوفيق بينها وبين مرادفاتها، ومن ثم إمكانية توزيع تلك المعلومات لاستخدامها في أكثرمن سياق. وتعد هذه التقنيه الجيل الثالث للويب او (ويب 3.0).

لماذا سمى الويب الدلالى بهذا الاسم؟

يطلق على الويب  3.0  مصطلح الويب الدلالي Semantic Web وذلك لاعتماده على معاني ودلالات الكلمات، فهو يعتمد بشكل أساسي على الذكاءالاصطناعي في عمله وإدارته، كما يطلق عليه الويب الذكي Intelligent Web لاعتماده على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويطلق عليه ويب البيانات Web of Data لاعتماده على تحويل بيانات الويب إلى لغة تفهمها الآلة.

ما المقصود بالبحث الدلالى؟

البحث الدلالي هو أحد التوجهات الحديثة التي تعتمد على تطبيقات الويب الدلالي لاسترجاع المعلومات من النظام، وذلك اعتمادا على دلالة المصطلحات التي يرغب المستفيد الحصول على نتائج حولها، فبدلا من أن يسترجع النظام نتائج اعتمادًا على الترتيب الشائع للمواقع فإن التركيز في البحث الدلالي يكون على تقديم نتائج تتفق مع معاني الكلمات.
وبذلك فإن المستخدم عندما يوجه استفسارًا إلى نظام الاسترجاع يتضمن كلمة أو عبارة فإن آلية البحث الدلالي تهدف إلى تقديم النتائج الأكثر صلة باستفساره، وذلك وفقًا لمعانى الكلمات التي يقوم المستخدم بالبحث عنه.

 قد بدأ العلماء في التفكير في الجيل الثالث من الويب وإحدى هذه الأفكار هي ما يسمى بالويب اللغوي Semantic Web وهو أحد المقترحات التي ستجرى محاولة تطبيقها في الجيل الثالث من الانترنت. (Berners-Lee, 2001).

ويعد تيم بيرنرز لي Tim Berners-Lee هو أول من صاغ مصطلح الويب الدلالي Symantec Web ، وقد دخل مفهوم الويب 0.3 لأول مرة في أوساط الجمهور في عام 2001م، والتي وصفت هذا المصطلح كمكان، حيث يمكن للآلات قراءة صفحات الويب بقدر قراءة البشر.    
ويساعد الويب 0.3 على تقليل المهام البشرية والقرارات، ويتركها للآلة من خلال توفيرالمحتويات المقروءة من قبل الآلة على الويب، ويحتوي الويب 0.3 على مكونين رئيسيين:-

  • الأول:- التكنولوجيا الدلالية والتي تمثل معايير مفتوحة يمكن تطبيقها في مقدمة الويب.
  • الثاني:- بيئة الكمبيوتر الاجتماعية والتي تسمح بالتعامل البشري مع الآلة وتنظيم عدد كبير من مجتمعات الشبكة الاجتماعية، وببساطة يمكن الويب 0.3 أن يوضح الأشياء بطريقة يفهمها الكمبيوتر حيث إن الهدف الرئيسى منه هو جعل الويب مقروءاً من قبل الآلة وليس فقط من قبل الإنسان.

كما يعرف الويب 0.3 بأنه: تقنية ويب التي تشتمل على المستندات أو أجزاء من المستندات، تصف العلاقات الصريحة بين الأشياء )المعلومات أو المواقع(، وتحتوى على معلومات دلالية تم تجهيزها خصيصا لتفهمها برمجيات البحث والتصفح، وهى تعتمد على مبدأ البيانات المشتركة، فعندما تَعرف معلومة معينة، يمكنك ربطها بمعلومات أخرى تتماثل مع المعلومة الأولى أو تشرحها أو تفسرها أو تحددها، بشرط أن تحدد علاقة الربط. أي أن الويب الدلالي عبارة عن تبادل البيانات من خلال أكواد وصف العلاقة بين المعلومات، ثم معالجة هذه البيانات بشكل منطقي استدلالي تحليلي، كما أنه عبارة عن رؤية تقوم على ربط البيانات في الملفات والمستندات المنشورة على شبكة الويب بطريقة معينة تستطيع معها البرامج وأجهزة الكمبيوتر استخدامها، ليس فقط من خلال عرضها على المستخدم، ولكن من خلال ميكنة ودمج وإعادة استخدام البيانات عبر تطبيقات متنوعة، ويصف الويب 0.3 تطور استخدام الويب والتفاعل الذي يشمل تحويل الشبكة من مستعرض للمعلومات ومنشئ للمحتوى بداخلها إلى قاعدة بيانات، ويكون الويب 0.3 أقرب إلى القراءة والكتابة البشرية ولكن على الويب.

ويرى “فلوريدي” (Floridi, 2010, 3) أن الويب 0.3 يهدف إلى وجود محتوى صفحات الويب ذات المعني، وخلق بيئة تمكن مستخدمي الويب من التجول بين صفحات الويب بسهولة، والقيام بمهام معقدة بمساعدة الآلة، حيث تقوم بمهام الذكاء الاصطناعي دون الدخول في برمجياته. 

ويرى الباحث أن الويب 0.3 يحول الويب إلى قاعدة بيانات ديناميكية تعمل في إطار الذكاء الاصطناعي، لتيسير عمليات البحث، والوصول بكفاءة ويسر إلى المعلومة والمعلومات ذات العلاقة بها.

 ومن ثم يُعد الويب 0.3 منهجية تتعامل مع المعلومات والبيانات عبر مسارين:-
الأول :-  يجعل أدوات جمع، وتصنيف، وفهرسة، وتخزين، واسترجاع، ومعالجة، وعرضالبيانات والمعلومات، والبحث فيها، تعمل بناء على ما تحمله هذه المعلومات والبيانات من دلالات ومعان، وليس على أساس ما تحتويه من أحرف، وألفاظ، وكلمات، ومن ثم بناء التنسيقات المشتركة لتبادل البيانات.

الثاني :-  يجعل جميع أنواع هذه الأدوات من تطبيقات، ومتصفحات، وقواعد بيانات، وبرمجيات إدارة التقويمات، وجداول المواعيد، والجداول الإحصائية وغيرها من البرمجيات مهيأة لأن تنفتح بلا حواجز أمام أدوات البحث عن المعلومات والبيانات والتقاطها وتجميعها كمحركات البحث، ومتصفحات الإنترنت، وأدوات نقل المعلومات وعرضها في مكان واحد بما يجعل منها جميعا نسيجا متكاملا مترابطا وليس كتلاً مستقلة مغلقة على نفسها، وبذلك يتيح للفرد البدء بقاعدة بيانات معينة، ثم الانتقال من خلال مجموعة لا تنتهي من قواعد البيانات التي ترتبط ببعضها ليس بالأسلاك ولكن بأنها جميعا تدور حول نفس الموضوع أونفس الشيء.

 مكونات الويب 3.0

1- الكود الموحد وروابط المصادر (Universal Resources Link Unicode)
ويمثل معيار تمثيل البيانات، وهو معيار لتوضيح وتحديد المصادرمثل صفحات الويب لتوفير أساس لتمثيل البيانات المستخدمة في معظم لغات العالم، وتحديد مصادر تلك البيانات.

2- لغة التمييز الممتد Extensible Markup Language ) XML)
تسمح هذه المخططات بالقيام بالقواعد التي قام المستخدمون ببنائها، ويمكنك التحقق من صحة وثائق لغة التمييز المحدود XML في المخطط، أو كتابة مخطط يصف لك كيفية كتابة لغة التمييز المحدود XML الخاص بك. 

3- إطار وصف المصدر  Resource Description Framework) RDF )  
وهو أسلوب يوسع من إمكانيات لغة XML ، فهو يوفر إطار وصف المصدر، كما أنه وسيلة متجانسة وموحدة لوصف موارد الإنترنت وطلب المعلومات منها بدءا من صفحات النصوص والرسومات إلى ملفات الصوت ومقاطع الفيديو، ويساعد على التوافق التركيبي المتبادل، ويمثل الطبقة الأساسية لبناء الويب الدلالي

4- مخططات إطار وصف المرجع RDF Schema
هو أشبه بمعجم لوصف خصائص وصفوف مصادر إطار وصف المصدر RDF ومعانيها، كما يوفر وصفاً مسبقاً للمصدر، وهو النمط الأساسي لنظام RDF إلى جانب أنه يصف طبقات وخصائص المصادر في نموذج RDF الأساسي، كما يوفر إطاراً منطقياً بسيطاً لاستنتاج أنواع المصادر.

5- لغة مراجع وصف الويب  Ontology Web Language) OWL)
تهتم هذه التقنية بتحويل المحتوى من محتوى عادي يفهمه البشر فقط إلى محتوى يفهمه كل من البشر والآلة معا، ومن ثم تفهم مواقع الويب ومحركات البحث ودلالاته، وتقوم مواقع الويب المبنية في ضوء الويب 0.3 بتحليل المحتوى وعمل العلاقات بين المصطلحات،

6- المنطق والبرهان Logic and Proof
هو نظام الاستدلال الآلي، المقدم في بداية مقدمة بنية تبويب البيانات، للوصول لاستنتاجات جديدة، وباستخدام مثل هذا النظام يمكن للمستخدم أن يقتصر العمل الذي

يقوم به في حالة وجود مصدر معين يلبي طلباته.
7- بروتوكول سباركل ولغة استعلام إطار وصف المصدر SPARQL
 (SPARQL Protocol and RDF Query Language)
هو عبارة عن بروتوكول ولغة استعلام لمصادر الويب الدلالي، ومصادر إطار وصف المصدر RDF ، وتسمح هذه اللغة للمستخدمين بكتابة استعلامات عمومية غير مبهمة. كما تقوم هذه اللغة بالاستعلام داخل قواعد البيانات، واسترجاع البيانات المخزنة ومعالجتها، ويكون البحث في نظام ثلاثي، حيث يبحث في الارتباطات والتباينات والبحث الاختياري.

8- الثقة Trust 
هي الطبقة النهائية للعناوين التي يدعمها الويب 0.3 ، ولم يحقق هذا المكون تقدما بعيدا عن رؤية السماح للمستخدمين بوضع أسئلة عن مصداقية بيانات الويب، وذلك من أجل تأكيد توفر جودتها والثقة بها.

ويوضح الشكل التالى بنيه عمل بيئه الويب 3.0

المصادر :-
تقنية الويب 0.3 مفهومها ومكوناتها وأدواتها 

د/ محمد السيد النجار

اشترك فى القائمة البريدية

عن الكاتب

شارك على وسائل التواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 2 =