تعليم البرمجة للأطفال.. هل يجب أن تعلم طفلك البرمجة؟

بعد التزايد المستمر لسمعة البرمجة في الاونة الأخيرة وسماع بعض الأرقام الخيالية للمبرمجين، أصبح بعض الاهالي في حالة من الهوس لتعليم الطفالهم البرمجة في سن صغير حتى يكونوا أفضل المطورين. ونظراً لهذا الطلب المتزايد، ظهرت بعض الشركات والمنصات التي استغلت الوضع في مصر والشرق الأوسط لتقاضي الأهالي مبالغ مباهظة دون مقابل حقيقي… فماذا حدث ولم لا يجب عليك أن تعلم طفلك البرمجة في سن صغيرة.

هل يجب تعليم الأطفال البرمجة في سن صغير؟

نعم، والف نعم، يجب على الأطفال التعلم في سن صغير ة لأن هذا يضمن لهم دفعة قوية عن كل من هو عامل في المجال. إذا بدأت بتعليم بسنك في العاشرة في أوقات فراغه، فسيصبح جاهزاً لسوق العمل في سن الخامسة عشر – من الناحية التقنية فقط طبعاً – عرض مغري للجميع لا يمكنك إهماله. الأطفال كما هو معروف عنهم في سن صغيرة تكون أكثر قدرة على الإستيعاب لتعلم اللغات والمهارات كما أثبتت بعض الدراسات. كما أن البرمجة ليست بالشئ الصعب للتعلم من قبل الأطفال أو غير الإطفال.

فما المشكلة؟ ولماذا يقع الأهالي تحت أخطاء كبيرة ولماذا يتم إستغلال العديد من الأهالي؟

ماذا يحدث خلف وراء كواليس أكاديميات ومدارس تعاليم البرمجة للأطفال

في الحقيقة، كانت بعض الأكاديميات تقتنص فرصة ذهبية لإنشاء “بيزنس” ضخم وقع ضحيته أهالي الأطفال الذين يبحثون لهم عن مستقبل أفضل. الأهالي ليست لديها خبرة بالبرمجة أو العالم التقني، ولكنهم يسمعون بالوعود الذهبية والتريندات التي لازالت في ارتفاع مستمر مثل “الذكاء الإصطناعي” و”علوم البيانات” وغيرهم. فيذهبوا بأطفالهم إلى أكاديميات محترفة متخصصة ولكن النتائج كانت كارثية.

كل ما هو سيتم ذكره الان هو بناء على تجربة زملاء عملوا كمدرسين برمجة للأطفال عملوا بالمجال في أكثر من مكان متخصص. إحدى هذه الأماكن هو بالأصل بريطاني وله فرع في مصر ويتقاضى المبالغ الباهظة مقابل تعليم الأطفال.

ما يحدث هو أن الطفل يجلس مع مجموعة من الأطفال ليكون أمامهم مدرس عادة ما يكون شاب لا يجيد التعامل مع الأطفال لأن الشركات تفضل الجانب التقني على الجانب التربوي نظراً لعدم توافر الإثنين في العاملين. أول كارثة هو ترك طفلك مع يد على غير دراية بما هي فاعلة. أما عن المناهج، فهي الكارثة الكبرى.. في كلية الحاسبات والمعلومات، بأغلبية الجامعات الخاصة والحكومية.. يستغرق الطلبة حوالي سنتين كاملتين قبل اللإلمام بمافهيم البرمجة الأساسية. هذا أمر طبيعي ومفروغ منه وليس به مشكلة.

أما المشكلة الحقيقية تحدث عندما تعلم طفلاً أقل من الثالثة عشر مفاهيم برمجية بشكل مكثف في مدة مثل 3 أشهر. أقل من ترم جامعي! ولم؟ بالطبع الكل مدروس من الناحية التسويقية والمالية والأهالي ليست على دراية بما يدرسه الأطفال، وبالتالي يتم شرح مفاهيم تقنية معقدة لطفل في الثالثة عشر هو غير مؤسس من البداية بشكل صحيح ويطالب بأن يفهمها. وطبعاً ليضمن الأهل أن أطفالهم تعلموا بالفعل.. يحصل الأطفال – بشكل غريب- على درجات جيدة وينجحون في مواد هم لا يعرفوا عنها شئ على اللإطلاق.

كيف تعلم طفلك البرمجة إذاً؟

في الحقيقة أن المستفد الوحيد من العملية التي تم سبق ذكرها هي الأكاديميات، حتى الموظفين العاملين يتقاضوا أجوراً رمزية. فالحل الوحيد إذا كنت تريد تعليم طفلك البرمجة حقاً أن تستشر أحداً خبير في المجال، ربما الحل في أكاديميات مثل Khan Academy والتي بها محتوى ممتاز مناسب للأطفال – بما أن الأكاديمية كلها مصممة لتعلم الأطفال من أول اللغة حتى الرياضيات والبرمجة – وبشكل مجاني تماماً كل ما عليك فعله هو إنشاء حساب.

ربما يكون الحل هو أن تتواصل مع أحد طلبة الكليات -وهو الحل الأمثل من وجهة نظر موقع مطور- وتطلب منه يعطي لطفلك الإهتمام الكافي لمتابعة تحسنه والمشاكل التي قد يقع بها. يعطيه الخبرات البسيطة- يفضل أن يكون طالب الكلية في السنة الثالثة على الأقل. في قاعة بها أكثر من عشرة أطفال كل منهم لديه مفاهيم مغلوطة عن البرمجة، لا يستطيع أي محاضر مهما كانت كفتائته أن يكن قادراً على متابعة هذا العدد من الأطفال.

خاتمة

القرار الصائب هو تعليم طفلك البرمجة بلا شك، ولكن أختر الطريقة الصحيحة والمناسبة لتعليمه، الأكاديميات الموجودة في مصر غير قادرة على توفير بيئة مناسبة أو علم حقيقي للأطفال.

اشترك فى القائمة البريدية

عن الكاتب

شارك على وسائل التواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة + 7 =