فى الوقت الحالى لا احد لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعى بشكل يومى او شبه يومى, والكثير منا وصل إلى مرحلة من الإدمان لها, اليوم نحن بصدد تركيز الضوء على الأضرارالناتجة عنها للشخص وللمجمتع ككل.
ففى عصرنا يصل الإستخدام اليومى لبعض الاشخاص وخصوصًا المراهقين إلى ما يقارب من 9 ساعات يوميًا ! اي اكثر من النوم وحتى الأنشطة الأخرى. فعلينا التعرف على ايجابيات وسلبيات هذه المنصات التى نقضى عليها معظم حياتنا.
محتوي المقال
عصر ما قبل وسائل التواصل الإجتماعى
الأنسان كائن إجتماعى بطبيعته, فنحن نتواصل بشكل يومى مع أفراد عائلتنا ومع اصدقائنا والعالم المحيط بنا, وهذه الصفة تميز الكثير من الكائنات الحية وليس البشر فحسب. فإلانسان يحب دائمًا ان يكون ضمن مجموعة تشاركه نفس الإفكار والطموحات والأهداف.ومع التطور التكنولوجى يومًا بعد يوم ظهرت الكثير من الادوات للتواصل مثل الهاتف و الآنترنت و اخيرًا منصات التواصل الإجتماعى. كل هذه الادوات تسهل التواصل بين الناس وتقدم خدمات لا يمكن انكارها.
قبل كل هذه الأدوات كانت الحياة مليئة بالانشطة الملموسة , مثل مقابلة الإصدقاء والتحدث إليهم وجه لوجه وتبادل الأفكار بدلًا من تبادل الرسائل مع الوجوه الضاحكة ! كانت حياة الإنسان لها كثير من الخصوصية لأن الدائرة المحيطة به صغيرة بالنسبة لايامنا هذه. وكانت للحياة نوعًا من الغموض لاننا لانعرف كل شئ عنها. اما الأن فمع تدفق مئات الأخبار يوميًا سواء اخبار العالم او اخبار دائرة الاصدقاء الافتراضية. ومع انتشار التريندات وكل هذه الفوضى من المعلومات فإننا فى تشتت دائم, لان الإنسان بالاساس لا يمكن تحمل كل هذا. الحياة تزيد تعقيدًا علينا ونحن بطبيعتنا بسطاء عقولنا لا يمكنها تحمل كل هذه التريندات والمأسى من كل العالم.
أنت السلعة !
يظن الكثير ان هذه المنصات هى منصات مجانية ! فى الحقيقة انت تدفع اهم شئ على الإطلاق مقابل إستخدام هذه الخدمات. انت تدفع انتباهك ووقتك ! وما المشكلة فى هذا ؟ نموذج الربح لشركة مثل الفيسبوك ويوتيوب أنها توصل بين المنتاجات أصحاب الأعمال والمستخدمين عن طريق الإعلانات. ولكى تصل الإعلانات بطريقة فعالة للمستخدمين تقوم هذه المنصات بمراقبة كل شئ عنك داخل الموقع. وحينما نقول كل شئ فهو كل شئ فعليًا, مثل الإهتمامات للصفحات والمجموعات التى تتابعها ونوعية البوستات والفيديوهات التى تقضى عليها وقت اطول من غيرها قبل الإنتقال لشئ اخر.والمعلومات المستخرجة من تعليقات ومراسلاتك وغيرها الكثير فمع هذا الكم الهائل من المعلومات عنك ففالحقيقة هذه المنصات لديها نموذج مفصل عنك, فيعرفون عنك اكثر ما تعرفه عن نفسك !
ويمكنها من خلال هذه النماذج عن كل المستخدمين لديها , التنبؤ بما يناسبك ! ليس ما يناسبك من المحتوى ولكن ما يناسبك من الإعلانات التى تدر عليهم المليارات ! فكم مرة وجدت إعلانات لمنتاجات انت تفكر فيها فقط ولم تقم حتى بالبحث عنها فى هذه المنصات ؟
لم تكتفى هذه المنصات بتحليل سلوكيات ومشاعر المستخدمين فحسب بلى مؤخرًا ما هو اسواء وهو التأثير على هذه المشاعر,سواء بالسلب او الإيجاب لمصالحتهم ومصلحة المعلنين لديهم. ونحن هنا نتكلم عن خوارزميات لا تفرق بين الخير والشر فإذا كان التأثير عليك بكثير من الإخبار والمشاكل والحوادث وإلخ سيؤدى إلى الجلوس ساعات اطول فستقوم الخوارزمية بمر هذه البوستات إليك. تخيل كل هذا التأثيرعليك وعلى أطفالك فنحن بهذا نصبح دمى فى يدى مجموعة غبية من الخوارزميات تؤثر على حياتنا بشكل كبير.
كيف تؤثر على الصحة العقلية
مع قضائنا للكثير من الساعات على وسائل التواصل الإجتماعى فنحن عرضة لمشاكل مثل زيادة الإحساس بالعزلة والمساهمة بشكل كبير فى زيادة الإكتئاب والإفتقار إلى التواصل الحقيقى فى حياتنا والإكتفاء بهذا التواصل الوهمى.
ومن الإشياء الاخرى المرتبطة بوسائل التواصل هى الإحساس الدائم بالنقص بسبب رؤية الكثير من مظاهر الترف ( المصطنعة ) التى يقوم الجميع بتصدريها إلى الآخريين فكل شخص فى هذا العالم الإفتراضى يُظهر افضل ما عنده, فمن يمكن سيارة ينشرها للجميع – وقد تكون كل ما يملك والكثير من الصور مع المؤثرات الخاصة وغيرها وغيرها, وفى النهاية يشعر كل فى هذا العالم بالنقص فى حياته بسبب كل ما يراه فى خلال يوم على هذا العالم الإفتراضى.